وأفادت وكالة مهر للأنباء، أنّ وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، أكد في مقابلة أجراها مع شبكة "سي إن إن" خلال زيارته إلى نيويورك، أنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية قامت بالرد على الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل خلال الأسبوعين الماضيين، عندما هاجمت مبنى سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في دمشق.
وتابع: "كان ردنا على إسرائيل محدودًا، بينما كان بإمكاننا توجيه ضربة أقوى بكثير، وأكدنا أن ردنا جاء في إطار الدفاع عن النفس وأنّه يتوافق مع القانون الدولي." وأضاف: "لن نستمر في ردنا، ولكن إذا قامت إسرائيل مرة أخرى بمغامرة واتخذت إجراءً ضد مصالحنا، فسيكون الرد الإيراني التالي فوريًا وشاملًا وحاسمًا."
وقال: "بعد اتخاذنا خطوات للدفاع عن النفس، أرسلنا رسالة إلى البيت الأبيض والحكومة الأمريكية من خلال السفارة السويسرية، بصفتها الراعية لمصالح الولايات المتحدة في طهران. وتم التأكيد في الرسالة على أنه إذا كررت إسرائيل أخطائها، فسيكون ردنا سريعًا وحاسماً ورادعًا"، مؤكدا على أنّ إيران لا تسعى إلى تصعيد التوترات والأزمات في منطقة الشرق الأوسط."
وأضاف وزير الخارجية الإيراني قائلاً: "لقد تجاوزت إسرائيل خطًا أحمرًا هامًا باعتدائها على مبنى سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في دمشق. أسفر هذا الهجوم عن استشهاد 7 مستشارين عسكريين إيرانيين رسميين لمكافحة الإرهاب في غارة صاروخية إسرائيلية، كما تم انتهاك اتفاقيات فيينا المعترف بها. لقد خرقت إسرائيل الخطوط الحمراء المتعلقة بحصانة البعثات الدبلوماسية. كان ردنا في إطار الدفاع عن النفس محدودًا، حيث اقتصر على ضرب مركزين عسكريين فقط، وهما قاعدة نيفاتيم الجوية ومركز استخباراتي وأمني، تم من خلالهما شن الهجوم الصاروخي الإسرائيلي على سفارتنا. لم نستهدف المدنيين، ولم نستهدف المراكز الاقتصادية لإسرائيل، بل هاجمنا فقط المكانين اللذين انطلقت منهما طائرات F35 التي قصفت سفارتنا. هذا كان الحد الأدني لردنا. أما بالنسبة لماهية ردنا الأقصى في حال تكرار المغامرات الإسرائيلية، يمكنني القول إنه سيكون ردًا حاسمًا وقاسياً."
وقال امير عبداللهيان: "استهدفت الطائرات بدون طيار والصواريخ الإيرانية، بدقة وعناية فائقة، هدفين عسكريين محددين فقط داخل الأراضي المحتلة من قبل إسرائيل. وتشير تقييماتنا ومعلوماتنا إلى أننا حققنا أهدافنا بالترتيب كالتالي، أولاً أظهرنا عزمنا وإرادتنا، وثانياً استهدفنا القواعد العسكرية التي انطلق منها الهجوم على سفارتنا، وثالثاً كان ردنا محدودًا، حيث لم نسعَ إلى ضرب أهداف متعددة ومتنوعة في الأراضي الفلسطينية المحتلة."
وفيما يتعلق بنجاح العمليات الإيرانية ضد الكيان الصهيوني أوضح قائلاً: "أودّ أن أكون صريحًا وواضحًا تمامًا. أولاً، لم تكن عمليتنا ضد إسرائيل مفاجئة. لقد أعلنا قبل أكثر من عشرة أيام عن عزمنا على الرد على إسرائيل، وذلك لأنّ هذا الكيان اعتدى على سيادتنا من خلال هجومه على سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في دمشق، كما انتهك سيادة سوريا ووحدة أراضيها. قبل العملية، أبلغنا الولايات المتحدة بأنّ إيران ستردّ على إسرائيل. لقد فعلنا ذلك من خلال بعض وزراء الخارجية الذين اتصلوا بي، ومن خلال السفارة السويسرية قبل ذلك. بالطبع، لاحظنا بوضوح أنّ الولايات المتحدة وأكثر من 20 دولة أخرى، بما في ذلك بعض أعضاء الناتو، كانت تنشر قواتها في المنطقة بهدف اعتراض الصواريخ والطائرات بدون طيار الإيرانية أو منعها من الوصول إلى إسرائيل. لكن صواريخنا ومسيراتنا أصابت الهدفين المحددين. لقد قمنا بعملية ناجحة، وقدمنا ردًا صريحًا ورسالة واضحة إلى الكيان الصهيوني."
وتابع: "كان هدفنا هو توجيه التحذير. لقد نجحت قواتنا المسلحة في استهداف مركزين عسكريين محددين داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة. كان هدفنا هو اتخاذ إجراء متناسب. كان هدفنا أن يفهم الكيان الصهيوني أنه لدينا الإرادة اللازمة للرد،" وجدد التأكيد على أنّ "إيران لم تسع أبدًا إلى توسيع نطاق الحرب وتصعيد التوتر في المنطقة، بل على العكس، فإن نتنياهو والكيان الصهيوني هما من يريدان أن حياتهما السياسية تعتمد على تصعيد التوتر وجر الآخرين إلى الحرب."
وأكمل: "عندما نتحدث عن ردٍّ حازمٍ ورادعٍ، فهذا يعني أنّنا سنقوم بردٍّ فوريٍّ وسريعٍ في الأراضي المحتلة إذا ما أقدمت إسرائيل على أيّ خطأٍ جديدٍ. لقد أبلغنا الولايات المتحدة مسبقًا، حتى في هذه العملية الأخيرة، أنّنا لن نستهدف القواعد والمصالح الأمريكية في المنطقة، إلّا في حال شاركت الولايات المتحدة بشكلٍ مباشرٍ في الحرب إلى جانب إسرائيل. في هذه الحالة، لن نتردد في استهداف المصالح الأمريكية أيضًا."
وأكد: "نعتقد أنه بدلًا من التركيز على هذه الأمور، يجب التركيز على معالجة جذور الأزمة الحالية. لقد أكّدتُ خلال لقائي مع الأمين العام للأمم المتحدة أنّ جذور هذه الأزمة تكمن في حرب إسرائيل ضدّ غزة والضفة الغربية، وفي أعمال الإبادة الجماعية وجرائم الحرب التي ترتكبها. إذا توقفت الحرب على غزة، ستعودُ السكينةُ إلى المنطقة بأكملها، وسنستفيدُ جميعًا من هذا السلام، بما في ذلك إيران."
وفيما يتعلق بأنشطة إيران النووية قال وزير الخارجية الإيراني: "أعلنت الجمهورية الإسلامية الإيرانية موقفها في هذا الخصوص مرارًا وتكرارًا. لدينا فتوى شرعية ودينية من سماحة قائد الثورة الإسلامية في هذا الشأن. كما أكدنا مرارًا وتكرارًا أنّ برنامج إيران النووي سلمي بالكامل. لكن من ناحية أخرى، شهدنا خلال الأشهر الماضية تصريحات متكررة من قبل بعض مسؤولي الكيان الإسرائيلي مفادها أنه يجب استخدام قنبلة نووية "للتغلب على غزة"، أعتقد أنّه على أمريكا التركيز على الكيان الإسرائيلي المتهور لمنع وقوع أزمة نووية في غزة. لقد أثبت نتنياهو أنه لا يلتزم بأيّ خطوط حمراء، لذلك يجب لجمه."
وبخصوص النهج المزدوج الذي تتبعه بعض الدول إزاء إيران، قال: :بصراحة تامة، أودّ أن أقول إنّ الولايات المتحدة والعديد من الدول الغربية تتبع سياسة المعايير المزدوجة في مختلف القضايا. فقد قلتُ قبل بضعة أيام لأحد وزراء خارجية دولة أوروبية كبرى: "هل تتذكرون الضجة التي أثيرت في الغرب بعد وفاة فتاة إيرانية في حادثة مأساوية؟ بينما اليوم، يُقتل أكثر من 15 ألف امرأة وآلاف الأطفال في غزة، دون أيّ ردة فعل حقيقية من قبل أمريكا وبعض الدول الأوروبية للدفاع عن النساء."
وتابع: "الحجاب هو موضوع راسخ ومعروف في الثقافة الإيرانية. تلعب النساء في إيران دورًا هامًا ومؤثرًا. هنّ حاضرات في مختلف المناصب الاجتماعية والسياسية والثقافية. نساؤنا مثقفات ولهنّ دور كبير في مجتمعنا، وهنّ يعرفنّ تمامًا كيفية التعامل مع القضايا المتعلقة بالسلوكيات الاجتماعية."
/انتهى/
تعليقك